الكفر و أنواعه
الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا ان هدنا الله و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد بن عبد الله و على آله و أزواجه و من ولاه
إخواني في الله سأتطرق في هذا الموضوع إلى أنواع الكفر و ما يلزم على المسلم معرفته حتى يتجنب الوقوع في مثل هذا خاصة و أن في هذا الزمان أصبح المسلمون ينطقون بكلمة الكفر دون أن يعرف معناها
التعريف الكفر
لغة : و التغطية و الستر
شرعا : عكس الايمان
قال تعالى : يَا أَيُّها الّذِين ءامنوا اتقوا الله حقَّ تُقاته و لا تموتنَّ إِلاَّ و أنتم مُّسلمون . سورة ءال عمران
و قال صلى الله عليه وسلم : إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها في النار سبعين خريفا.رواه الترميذي
كما قال صلى الله عليه وسلم : إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبن فيها يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق و المغرب حديث متفق عليه
أي أن الانسان قد يتكلم بالكلمة لا يراها ضارة له يستوجب بها النزول في قعر جهنم و هو مسافة سبعين عاما و ذلك محل الكفر
كما أن الحديث الثاني دليل على أنه لا يشترط في الوقوع في الكفر معرفة الحكم و لا انشراح الصدر و لا اعتقاد معنى اللفظ كما يقول بعض الشيوخ من لم ينشرح صدره للكفر فهو ليس كافر
و كذلك لا يشترط في الوقوع في الكفر عدم الغضب كما أشار إلى ذلك النووي:قال لو غضب رجلا على ولده أو غلامه فضربه ضربا شديدا فقال له رجل ألست مسلما؟ فقال ,لا ,متعمدا كفر و قال غيره من حنفية و غيرهم
أقسام الكفر
اعلم أخي في الله أن هناك اعتقادات و أفعال و أقوال تنقض الشهادتين و توقع في الكفر لأن الكفر على ثلاثة أنواع
كفر اعتقادي
كفر فعلي
كفر قولي
و ذلك باتفاق المذاهب الاربعة كالنووي و ابن المقري من الشافعية و ابن عابدين من الحنفية و البهوتي من الحنابلة و الشيخ محمد عليش من المالكية و غيرهم
1)
الكفر الاعتقادي: و مكانه القلب .قال تعالى : إِنِّما الْمُؤْمنون الذين ءامنوا بالله و رسوله ثمَّ لم يرتابوا (الحجرات)
أي لم يشكوا و الشك مكانه القلب.ومن الكفر الاعتقادي نفي صفة من صفات الله تعالى الواجبة له اجماعا,أو اعتقاد أن الله نور بمعنى الضوء أو أنه روح أو جسم أو له شكل أو صورة أو هيئة أو اعتقاد أنه يحويه مكان و العياذ بالله تعالى.فقد قال تعالى _* ليس كمثله شيء و هو السميع البصير *
و قال ال الشيخ عبد الغني النابسي : من اعتقد أن الله ملأ السماوات و الأرض أو أنه جسم قاعد فوق العرش فهو كافر وإن زعم أنه مسلم .انتهى كلام الشيخ
كما قال سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه :إن الله خلق العرش إظهارا لقدرته و لم يتخذ مكانا لذاته.
فيجب اعتقاد ان الله عز وجل لا يشبه شيئا من المخلوقات و لا بأي وجه من الوجوه
فقد قال الامام أحمد بن حنبل :مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك
2)
الكفر الفعلي : و مكانه الجوارح حيث قال تعالى لا تسجدوا للشمس و لا للقمر )(فصلت)
و من الكفر إلقاء المصحف في القاذورات و لو لم يقصد الاستخفاف كما قال ابن العابدين.لأن فعله يدل على الاستخفاف
أيضا الدوس على المصحف عمدا و العياذ بالله و كذلك تعليف شعار الكفر على نفسه من غير ضرورة فإن كان كان بنية التبرك أو التعظيم أو الاستحلال فإنه يكفر
السجود لصانم و هو ما اتخذ ليعبد من دون الله ‘ن كان من حديد أو حجر أو غير ذلك فمن سجد لصنم اعتقادا او بغير اعتقاد فقد كفر
و كذلك السجود للشمس و القمر و كذا لمن يسجد لاي مخلوق ءاخر لعبادته
3)
الكفر القولي : و مكانه اللسان فقد قالى تعالى في سورة التوبة : و لئن سألتهم ليقو لنَّ إنّما كنَّا نخوض و نلعب قل أبالله و ءايته و رَسولِه كنتم تستهزءون*لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم
و قال صلى الله عليه و سلم :__<<
ستكون فتن كقطع الليل المظلم يصبح المرء فيها مؤمنا و يمسي كافرا و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل >> رواه مسلم
و من الامثلة على الكفر لقولي كمن يقول (أخت ربك أو ابن الله )و أيضا لمن يقول لزوجته (أنت أحب إلي من الله )و العياذ بالله
و من قال (يلعن ربك |؛يلعن دينك ؛ الله يظلمك ؛ يلعن سماء ربك)
و الأمثلة كثيرة في هذا الباب
و قد عد كثير من الفقهاء كالفقيه الحنفي بدر الرشيد و القاضي عياض المالكي أشياء ينبغي الاطلاع عليها فإن من لم يعرف الشر وقع فيه
تنبيه : يجب على من وقع في الكفر العود فورا إلى الاسلام بالنطق بالشهادتين و الاقلاع عما وقعت به الردة و يجب عليه الندم على ما صدر منه و العزم على ان لا يعود لمثله و لا ينفعه قول استغفر الله قبل التشهد بل ينفعه بعد التشهد فقد قال الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى :
أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا إله إلا الله و يؤمنوا بي و بما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها و حسابهم على الله ,:رواه مسلم
قال ابن نجيم الحنفي في كتاب البحر الرائق ما نصه :إن المرتد لا ينفعه الاتيان بالشهادة على وجه العادة ما لم يرجع عما قال
و نقل ابن المنذر الاجماع في كتابه الاجماع ما نصه : لا يصح الدخول في الاسلام الا بالنطق بالشهادتين
و بهذا القدر نقول و بالله التوفيق يجب على كل مسلم أن يصون لسانه و أن يتلقى العلم الضروري في العقيدة الصحيحة من شيوخ لهم من الشهادات و العلم فالعلم لا يؤخذ الا بالتلقي
أسأل الله العظيم أن يثبتنا على الإيمان و شهادة أن لا إله الا الله و أن محمدا رسول الله
الطالبة:مودة بن محفوظ